طيف بات على بابي ..


مع الوقت تعودت على ألمي .. وتقألمت عليه .. وتكيفت معه وصار طيفا يسكن روحي .. وشبحاً يخيم على ضحكاتي ..وصرت رفيقة له يهوى زيارتها من آن لآخر .. فصرت نبضاً أُذكره بكم كنت قوية وكم كنت صادقة وكم كنت حية أرزق في خضم الألم حتى آنسني.. وهو يذكرني بألم جعلني قوية وأفاقني من غفلة ومن أحلام يقظة لم تكتب لها حياة وربما لن تكتب لها حياة .. ولكن لا بأس .. لا بأس على الاطلاق..
      اعتدنا بعضنا البعض .. أحيانا أتمكن منه .. وأحيانا أخرى يتمكن هو مني .. لم أكن أعرف أبدا أن الألم يمكن أن يكون جليل هكذا فقد كنت أخشاه أحيانا وأمقته أحياناً أكثر وأرفضه وأنكر وجوده بل اني كنت أغضب عليه .. ولكن مع الوقت ..
       أدركت أنه برغم الفراغ والتدمير الذي يتركه في النفس ..إلا أنه يشق مجرى للحياة وسط الدمار .. ويفتح بابا لدرب من دروب النصر من بعد الهزيمة..  فإن ألمي مصدر قوة وُجدت من نقاط ضعف .. مصدر فهم لأسباب وأشياء ما كنت أبحث عنها .. ولكني أمتن لمعرفتها... ومصدر انتقاص من روح جعلها مكتملة .. ومصدر جرح عميق لخدش يبدو سطحي زيّن القلب ..  ومصدر إيمان لشك كان توأمه ولكنه لم يدركه إلا بعد حين .. ومصدر طمأنينة بأننا قد نظل نتألم وقد يتفنن الألم في آلامه القادمة.. ولكن الألم الأسوا قد مضى ..  وأنه ولا بد أن يكون هناك سعادة من بعد شقاء .. وطيبا من بعد جرح .. وشفاء من بعد مرض .. وأننا سنتحمل ما هو آت .. لأننا تحملنا ما مضى ..


Tomorrow , do thy worst .. for Today .. I have lived .