خانة السعر : لا يقدر بثمن !

   قررت أن أعرض جميع أثاثي للبيع .. لأسباب عدة ..

   منها ظناً مني أني ربما أمسح آثار ما مررت به ولا أجد ما يذكرني به أو بالفترة كلها فأكون قد تخطيت ولو جزءا منها ..
ومنها أنه ربما يسعد به أحد ما .. ويبني ذكريات جديدة عليه ..

  ومنه أنني من هؤلاء الذين يتعلقون بالأشياء .. حتى أني أحتفظ بقصاصات مناديل ورقية كُتب عليها اعترافات وحروف ووعود كانت في يوم ما ذات معنى .. فقررت أن أعزف عن هذا التعلق ..
ولأنني بتُ أعرف أنه في نهاية الأمر .. لا  شئ يهم على الاطلاق .. ان لم يكن سكنك في القلب  .. فلم ولن يحل محله زخرف الأثاث ..

   جاءتني مكالمات عدة من لحظة عرضي الأثاث للبيع على المواقع الالكترونية المخصصة .. لا أذكر منها سوي مكالمة واحدة كان وقعها كبير ثقيل علي ..

 " ألو سلام عليكم "
"عليكم السلام"
" أنا بتكلم عشان الصالون المعروض , ذوقك جميل جدا "
"أشكرك "
" أنا حابة أشتريه بس كنت عايزة أتكلم معاكي في السعر .. انا شايفة انه كتير "
"حضرتك الحاجة جديدة ولم تستخدم الا ثلاثة أشهر فقط.. وقيِّمة جدا وانا بالفعل عارضاها بثمن أقل من ما اشتريته بيه "
"أيوه بس الحاجة طالما استخدمت ينزل تمنها للنص على طول "
" أنا مع حضرتك ننزل تمنها بس مش نبخسه قدره .. الحاجة فعلا قيمة ومحتفظة برونقها .. أنا مش هقدر أنزلها للنص "
 " طب ولا حتى تبيعي كرسيين منه على ترابيزة ؟"
"أنا اسفة يا فندم كدة يبوظ أنا هبيعه على بعضه "
"مم طيب فكري تاني و لوغيرتي رأيك كلميني "
"أكيد .. شكرا .. مع السلامة " .

    كنت قد وعدت نفسي ألا أبكي يوما على قطعة أثاث .. ولا لأي شئ ليس له قيمة .. وأن أتماسك .. ولكني سرعان ما أخلف هذا الوعد وأخلفه كثيرا ..

    ضاق صدري وتسارعت دمعاتي وقاومت رغبتي العارمة في أن أعيد مهاتفة هذه السيدة وأن أقول لها ما اختنق بداخلي من كلام لم أستطع أن أصارحها به وما لم أكتبه في مواصفات هذا الأثاث في الإعلان وعن ثمنه الحقيقي ..

  إن هذا الأثاث لا يقدر بثمن .. وان كان في وسعي كنت كتبت ثمنه أضعافاً مضاعفة .. ليس لأنه بضعة أخشاب مزينة فحسب ولكن ..

   ذلك الكرسي هناك , أخذ من عمري أسابيع من البحث.. كي أحصل عليه .. وتلك الغرفة .. مررنا بضائقة مالية لكي نحصل عليها .. وتلك الطاولة وكراسيها .. شهدوا نزاعات وخلافات وإشراف كثيرين مع الحرفيين من أجل أن تصبح بهذ الجمال .. وذلك الصالون .. اشتريناه بعد شهور من البحث والمقارنات والمجهود والتخيلات .. فقد تخيلت عليه جميع ضيوفي وأحبتي الذين سيزورونني .. حتى أني قد تخيلت خطبة ابنتي عليه .. يا لعبثي وحماقتي ..

   وغرفة المعيشة تلك ؟ لو تعلمين كم قتلت قدمي بحثاَ عن القماش الملائم للون الحائط والنجفة الملائمة لها ..غرفة المعيشة هذه ليست عادية في الأساس.. فقد شهدت مباريات وألعاب فيديو وانتصارات عدة .. ما كنت أبخستيها ثمناً ..

 ذلك الأثاث ربما يكون الشئ الوحيد الذي نجا من الدمار الذي حل بقلوب قاطنيه ..
  ذلك الأثاث الحقير السخيف كان يحمل معه أحلامي التي لم ترى النور .. كان الشاهد الوحيد على خلافاتنا التي أودت بنا .. كان أشياء عدة ..


وكان لابد أن أكتب بجانبه في خانة السعر .." لا يقدر بثمن ".


أكتب عنك ..

أكتب عنك لأنه لم يعد بوسعي أن أكتب إليك ..

أكتب عنك لأني أود أن أخبرك ببضعة أشياء لن تصلك وليتها تضل جميع الطرق فلا تصلك ..
أكتب عنك وأنا أخجل من نفسي لتذكرك حتى الآن .. وأعلم أنه إذا ما قادك حظك العثر إلي خطابي هذا ستسعد بأني ما زلت أتذكرك ولكنك لا تعلم .. لا تعلم بأن ذكراك مرتبطة بالألم وخيبة الأمل ومئات الدمعات .. ومؤكد أنها ليست بذكرى افتقاد أو حنين ..

   أكتب عنك لأني أترقب أول مرة أراك بعد الافتراق .. أترقب هذه اللحظة كي أصفعك ألما بحق جميع الآلام التي لم أتحملها ولكني اضطررت أن أحملها رغما عني .. أود أن أصفعك لأنك كنت جبانا ولم تحارب من أجلنا .. أود أن أصفعك بحق كل وعد أخلفته وكل أمل أخزيته وكل كلمة لم تصدق بها وكل حب لم تكن تعنيه .. وكل قلب استهنت به واستعرضت قواك عليه ..

  أكتب عنك لأخبرك أني صمدت للنهاية ووقعت وأفقت واستعدت جزءا مني ومازلت أستعيد نفسي في حضرة كل يوم أتنفسه من دونك .. وأني ..

  صرت أحب نفسي نيابة عن كلانا .. وأني صرت أحب الحياة وأسعد بها أكثر من ذي قبل .. وأني صرت أستمتع بالأشياء البسيطة التي كنت أُسلِّم بها يوماً .. وأني صرت أرى الدنيا بمنظور مختلف .. كأني كنت معصوبة العينين بعصابة لم أساهم في حياكتها بنفسي فحسب بل عقدتها معك .. فصرت أحب رفقة نفسي وضحكاتي وعاداتي وهواياتي التي كنت أهملتها يوماً ولم أكن أعرف أني أجيدها هكذا..

  صرت أجد الفرحة في الأشياء البسيطة وأمتنُ لها .. صرت أبحث وأقرأ وأكتب وأعزف على آلتي وأتعلم وأغني وأرقص أحيانا بلا حمرة خجل  .. وصرت أتحمس لرؤية الألعاب النارية في السماء مجدداً ..

  أكتب عنك لأخبرك أنه بعد أن افترقنا بوهلة .. بعد أن سكن الألم .. بدأت أتنفس الصعداء .. صحوت يوما .. وبدأت أدرك ما يهم في نهاية الأمر وأن أفكاري كانت بالية ومعتقداتي كانت خاطئة .. وأنه لربما كان من الضروري أن تقوم ساعتي .. وتتزلزل الأرض من تحت قدماي حتي أفقد أحلاما حسبتها كل الحياة وتتحطم كل نظرتي للحياة وعنها وربما أفقد قطعة اهترأت اتخذتها قلباً.. حتى أُبعث من جديد..


  أكتب عنك لأشكرك .. لأنني يوم فقدتنا.. يوم وجدت نفسي ..

Along the way ..


     I learnt that .. happy endings are not measured by the grades .. the promotions or tying the knot in fact .. no such thing as a happy ending .. but rather more of happy journey .. happy states .. and it can be measured by the number of times your heart has leapt from its place bouncing with joy ..the times  you felt ecstatic about winning a match .. the beautiful company of funny and true companions ..  the kisses and hugs of little creatures and loved ones .. affection of pets ..  you being comfortable .. sound and sincere in your own skin .. and your own presence .. the words of appreciation from something  you did with your own hands.. and a heartfelt prayer of a complete stranger ..  and sometimes .. the occasional innocence of a flirtation .. and that it truly is about not the highest grades .. longest of time ..  most expensive possessions ..  but of the truest meanings .. the purest of good .. the warmest of hugs .. and the kindness of words .. facing your own fears .. breaking your own walls .. the strength of dusting off and getting back up .. beauty of the very simple little things ..  reading a beautiful book . . enjoying a beautiful song or a movie .. a delicious meal .. a pleasant conversation .. being able to appreciate people .. and all the blessings that you once took for granted .. maintaining a great spiritual relation with God .. acceptance .. and reaching a personal goal .. and a clear conscience at night .. that makes up a lively life..

  and that happiness may find its way to you at times .. and others .. you just have to find your way to it .. .. sometimes it will come by chance .. and sometimes because it's God's generosity .. but it also comes to those who work for it .. and it may not be the same thing you worked for .. but something you did not see coming .. so sit -not so - tight .. relax .. and do what makes you happy and don't forget to breathe .. 

لأنّا معاً..


          بعد أن تأكد ظنها وتحسست ما بها من ألم ..  تسارعت ضربات قلبها واعتراها شعور مخيف ..شعرت وكأن شيئا ما يطبق على أنفاسها .. وأنها قد تموت في أية لحظة .. مهلا هل أنت خائفة من الموت فعلاً ؟ أم تخافي أن تموتين من دونه ولايمسك بيدك هذه التارة .. حسنا فلتهدأي .. تنفسي بهدوء .. تنفسي مجددا وأطيلي الشهيق والزفير .. ماذا يمكن أن نفعل .. هل نقول له ؟ هل لا نقول له .. وماذا ان قلت له ؟ أشفق عليه من الحزن والألم والرهبة التي سيحاول جاهدا إخفائها ليظهر لي شجاعته .. ماذا أفعل ؟ لا أستطيع التفكير .. فلنحاول أن نتنفس مجددا ونحافظ على رباطة جأشنا ..
   دخل عليها في تلك اللحظة .. وقد رأى نظرات الخوف والارتباك التي كانت تحاول اخفائها عنه ولكنها لم تنجح .. فهو يوم أن عرفها وهو يحفظ جميع نظراتها عن ظهر قلب فسألها هو ما بك ؟ أجابت .. لست على ما يرام .. وشرعت في شرح ما مرت به ولاحظته على جسدها .. فاختفى من الغرفة بضع دقائق .. هيئ لها لوهلة أنه يلتقط أنفاسه في غرفة أخرى ولكنه قطع تفكيرها قائلا لقد تحدثت مع صديقى الدكتور .. وسنذهب إليه غدا أول شيء في الصباح .. لا تقلقي ستكوني علي ما يرام وسنكتشف أن الأمر هين ..
      لم يغفل لأحد منهم جفن في تلك الليلة .. وانتظرا الصباح وأيقظاه .. وذهبا الي الطبيب قبل الميعاد بقليل ثم دخلا عليه ورحب بهما وبدأ بالكشف عليها ثم طلب بضعة تحاليل يمكن أن يقوموا بها في نفس اليوم ويعطوا النتائج للممرضة ثم طلب منهم أن يعاودوا زيارته بعدها بيومين .. فعادا.

  ودخلت عليهم الممرضة وفي يدها نتيجة التحاليل وأعطتها للطبيب .. فوجدت يده تلتف بيدها وتحتضنها بقوة .. فنظرت إليه نظرة ثابتة وابتسمت ابتسامة هادئة.. ففي لحظات كهذه .. يتوقف العالم عن الدوران .. ويتوقف الوجود ذاته عن الوجود .. وتغرق تفاصيل المكان والزمان والأشخاص ولاشئ يهم على الاطلاق .. لا شئ يهم لأنّا معاً.. 

طيف بات على بابي ..


مع الوقت تعودت على ألمي .. وتقألمت عليه .. وتكيفت معه وصار طيفا يسكن روحي .. وشبحاً يخيم على ضحكاتي ..وصرت رفيقة له يهوى زيارتها من آن لآخر .. فصرت نبضاً أُذكره بكم كنت قوية وكم كنت صادقة وكم كنت حية أرزق في خضم الألم حتى آنسني.. وهو يذكرني بألم جعلني قوية وأفاقني من غفلة ومن أحلام يقظة لم تكتب لها حياة وربما لن تكتب لها حياة .. ولكن لا بأس .. لا بأس على الاطلاق..
      اعتدنا بعضنا البعض .. أحيانا أتمكن منه .. وأحيانا أخرى يتمكن هو مني .. لم أكن أعرف أبدا أن الألم يمكن أن يكون جليل هكذا فقد كنت أخشاه أحيانا وأمقته أحياناً أكثر وأرفضه وأنكر وجوده بل اني كنت أغضب عليه .. ولكن مع الوقت ..
       أدركت أنه برغم الفراغ والتدمير الذي يتركه في النفس ..إلا أنه يشق مجرى للحياة وسط الدمار .. ويفتح بابا لدرب من دروب النصر من بعد الهزيمة..  فإن ألمي مصدر قوة وُجدت من نقاط ضعف .. مصدر فهم لأسباب وأشياء ما كنت أبحث عنها .. ولكني أمتن لمعرفتها... ومصدر انتقاص من روح جعلها مكتملة .. ومصدر جرح عميق لخدش يبدو سطحي زيّن القلب ..  ومصدر إيمان لشك كان توأمه ولكنه لم يدركه إلا بعد حين .. ومصدر طمأنينة بأننا قد نظل نتألم وقد يتفنن الألم في آلامه القادمة.. ولكن الألم الأسوا قد مضى ..  وأنه ولا بد أن يكون هناك سعادة من بعد شقاء .. وطيبا من بعد جرح .. وشفاء من بعد مرض .. وأننا سنتحمل ما هو آت .. لأننا تحملنا ما مضى ..


Tomorrow , do thy worst .. for Today .. I have lived .

رسائل إلي عزرائيل ..

  عزيزي عزرائيل ..

       لعلي أول روح تحدثك قبل أن تقبضها .. فكم من روح توسلت إليك ألا تقبضها أو تتركها قليلاً أو أن تهون عليها الموت .. وكم من روح رحبت بك لتنهي معانتها .. أو لتختتم حياة ثرية جميلة وراضية ..
     ولكني لن أتوسل إليك من أجل روحي .. فأنا لا أخشى الموت .. بل أحياناً أتمناه من كثرة شوقي لرؤية ربي .. وأحياناً أخرى أتمناه من كثرة ما رأيت من ظلم في البلاد .. ومن كثرة ما عاث قومي في الأرض مفسدين ..
    اطمح أن تغفر لي مزاحي عنك .. كلما أخذت حبيباً .. وكلامي عنك كلما حاولت أن أخفف من وطأة وجع تركته أو قلب فطره الفراق .. فأنا أعرف أن وظيفتك .. رُغماً عن أنف الجميع .. هي أصعب وظيفة في الوجود وربما تكون أرحم وأجمل في آن واحد .. وأُحييك على شجاعتك وجلدك وقوتك في تنفيذ إرادة الله .. فأنت ملاك .. ان جاز لي التعبير .. هُمام .. 
  هل لي أن أطلب منك طلبان ؟ .. أولهما ان كنت قد جئت قابضاَ لروح أحد والدي أو اخوتي أو صغير من صغاري ان رزقني الله .. فاختار واقبض روحي أنا ان استطعت أو ارجع إلى الله وقل له أن عبدة من عبادك ترجو وتتوسل أن تغير الأقدار فتأخذ روحها بدلا عنهم .... فليس لي حياة من بعدهم .. وقد رأيت ما رأيت مما يفعل الموت بأهل البيت .. وأخشى ألا أستطيع صبرا .. وأخشى أن أفقد الرغبة في الحياة من بعدهم فأحيا كشبح يعد ويترقب ميعاده بفارغ الصبر .. ولا أكف عن التفكير فيمن عليه الدور .. لا أكف وقد أرهقني التفكير .. فأصبحت أخشي على أنفاس أمي وأبي واخوتي فأفزع من شهقاتهم ومن سعالهم وحتى من طول سباتهم ..
  طلبي الثاني .. ان جاز لي طلب من الأساس.. فان أتيتني .. ووجدتني على معصية .. فارجع ساعة أخرى .. أكون أتعبد وأخلص العمل لربي فأموت وأبعث عليه ..
 وآخر ما أستطيع أن أقوله لك .. اني كلما تذكرتك أو هُيئ لي أنه ميعادي .. فأجدني أبتسم بهدوء .. وأدعو أن يكون لقائنا لقاء رحمة وسكرات موتي من لينها لا تحتسب سكرات .. وخروج روحي الي الله على يدك .. خروج عروس تُزف إلي السماء .. بصحبة ملاك الرحمة الذي طالما أحسبه فيك ..  

       أنتظرك بكلمات العمة آمنه .. التي قالتها للأبنودي رحمه الله عليه ..

إذا جاك الموت يا وليدي
موت على طول..
أول مايجيك الموت .. افتح..
أو ماينادي عليك .. إجلح..
إنت الكسبان..
إوعى تحسبها حساب..!!


العزف المنفرد على أوجاعي ..

    لم أعرف حقاً ان كنت أحببت بصدق .. وما إذا كان الحب الصادق يعني أن يتحول قلب حبيبك الذي دخلته بقدميك إلى منفىً يغلغل روحك .. لا أعرف إن كان على أن أُفنَى في جوانبه وأنفى كياني في طياته فلا أكاد أتعرف على نفسي .. لم أكن أعرف أني لأثبت حبي علي أن أتحول إلى شخص أنا لا أحبه .. فلماذا أحبه .. طالما يحبه هو .. وفي النهاية وجدنا اثنتينا لا نحبه .. 

     لم أعرف أنه كان علي أنسى حياتي وأحلامي وطموحاتي من أجل ذلك المظهر الاجتماعي الجميل .. لم أكن أعرف أن على أن ألتزم الصمت في حوار يدار أمامي ولا أدلي برأيي .. لأن رأيي كان مختلفاً ومعارضاً وشجاعاً .. ولأن مظهري يبدو أجمل إن ابتسمت وصمتت.. ولكني بالفعل جميلة .. وكيف ألتزم الصمت وأنا بعمري ما عرفته إلا أوقات الحزن العميقة .. كيف أصمت وقد كنت أغني طوال حياتي .. وأعزف وأرقص مرحاً .. ذلك المرح والعزف اللذان جذباك إلى في أول الأمر .. كيف تعودت الصمت .. حتى صرت أءلف جميع أركانه مضللة نفسي بأنه أمرعادي وأن الجميع هكذا وأن لابد وأن يكون الجميع تعساء ولكنهم أتقنوا التمثيل ..وكيف تحولت أنا من بطلة جميع القصص والحكايات .. إلى متفرج .. إلى مستمع ومشاهد صف أول .. إلى مسرحية ثقيلة الظل .. حزينة وجميع أبطالها مبتدئون .. والأسوأ .. أن لا مغزى منها ..  

   لا أعرف ان كنت أحببتك بالصدق الذي توقعته مني .. ولا أعرف ان كنت أنت أحببتني حقاً أم لم تفعل ولكني أعرف أني تألمت بدرجة صدق لم أكن أتوقعها  .. وأني ربما صرت أخاف من الصدق تماماً كخوفي من الكذب وأن ربما قلبي يعرف طريقاً للحب يوماً أو لا يعرف ..وأن ربما أجد درباً آخر لصدق يتماشى مع روحي فنصبح نحن الاثنين .. الحقيقة الصادقة الوحيدة في هذا العالم البائس ..

    ربما كان هذا الدرب صداقة .. أو طفل صغير .. أو علاقة روحانية .. أو آلة كمان ..صادقة جداً في العزف المنفرد على أوجاعي .. أوجاع لم أكن أعرف لها أوتاراً .. أوتاراً أتمني لو تقطعت ولكن اللحن من دونها لا يكون جميل ولا يكتمل ..

  

فيا بحر ..

    فيا بحر .. كفى .. كُف عن رميي بمياهك المتطايرة .. كف عن المزاح .. فما جئتك مازحة .. كف عن مغازلتي وركل  أقدامي كي أتحدث .. لن أتحدث .. كف عن إغرائي بالنزول إليك لنلعب سويا .. فكلانا يعلم أني وان كنت طوال حياتي أقاومك وأنتصر ..فإنك حتما ستغلبني هذه المرة .. فإني لن أقاوم ودعني أرفع لك رايتي البيضاء كي تصدق ..

     أعلم أنك افتقدتني .. وأنك اشتقت إلي.. وأنا أيضاً افتقدتك وأشتاق إليك عشرات الأضعاف  ..
 فيا بحر .. أنا لست أنا .. ولكنك أنت .. أعمق قليلاً .. وأكثر زُرقة قليلاً .. وصرت أقرب إلى الشاطئ قليلاً.. ولكنك أنت .. لم تتغير .. مازلت كبيراً وبعيداً وجميلاً وصوتك ورائحتك كما هم  ..
   أما أنا فكبرت كثيراً .. وملامحي اختلفت كثيرا .. خصال شعري صارت بيضاء كثيراً ... أنا لازلت أتعجب أنك عرفتني من أول وهلة .. فأنا لم أعد أعرفني كثيرا ً ..
أتذكر يا بحر .. عندما كنت في الخامسة من عمري .. وكنت أقضي كل وقتي معك .. أبني قصوراً وأنفاق من رمل ذهبي وأستنفذ كل طاقتي في حفر خنادق عميقة ظناً مني أني قد أجد مياهك تحت طبقات الرمل .. وربما أجد بيوت الأسماك ومخلوقات أخرى تحته ..
  كانت أعمق مخاوفي آنذاك أن يظهر لي وأنا أحفر سمكة غاضبة .. تقضم أصابعي حتى أتوقف عن ازعاجها هي وصغارها ونقر بيتها المختبئ تحت الرمال .. أو أن أسبح فيك وأتعمق وأنظر فأجدني انجرفت بعيداً ولم أعد أعرف مكان مظلتنا ..  
     كبرت قليلاً وصرت أنزل مياهك وألعب أنا واخوتي وأقاربنا .. تذكر حين كنا ننتظر أكبر موجة ثم نغطس فيها ونطفو بعدها .. تذكر حين كنا نعطيها ظهورنا ونقفز جميعا في محاولة لكسر موجك .. وكنا نغلبك أحياناً كثيرا وكنت أنت تكسر ظهورنا أحياناً أكثر .. كنت لا أخشى الغرق .. وما زلت لا أخشاه .. سأحدثك عن ما أخشاه فيما بعد ولكن ..
       هل تذكر مزاجك السيئ في بعض الأحيان ؟ تذكر أول دوامة اجتذبتني إليها ؟ تذكر قناديلك التي كنت ترمي بها على شاطئنا وأول لدغة تسببت لي بها ؟ ألومك أنت وليس القنديل .. تذكر ألعابي التي ابتلعتها ؟ ونعالي التي دفنتها في الرمال .. أنا أذكر ..
     كبرت كثيراً وسريعاً .. وصارت مخاوفي أكبر وأكثر وأعمق .. فتحولت القناديل أناساً يلدغون بلا رحمة ..  وصارت دوامة الحياة تبتلعنا وتجذبنا للقاع  ونحن لها مستسلمين ..  وصرت أخشى الألم الذي لا يستطيع مداواته بشر ..صرت أخشى من الحب وعلى من أحب .. صرت أخشى الفراق .. وما بعد الفراق .. صرت أخشى فساد القلوب والأفكار .. وزيفها .. صرت أخشى اللا حياة التى أتنفسها ..صرت أخشى أن أقابل الله خالية الصحيفة .. صرت أخشى وأخشى وأخشى ..
   فيا بحرُ ويا بحرُ ويا بحرُ .. أرأيت ما بداخلي ؟ أدركت أن الموضوع لا يحتمل المزاح ؟ .. وأني قد أتيتك لتعيد لي شعوري بأني صغيرة مجدداً وأنك تكبرني بكثير ..
  

عن الحب والكرامة ..

سمعت ناس كتيرة قوي بتتكلم عن أن الحب والكرامة وأنهم حاجتين مبيتعارضوش ..

مبدأيا في حاجة لازم نبقى عارفينها كويس .. في فرق بين الكرامة والكبرياء بتوعك انت  .. اللي هو دايما بيقلب بالكبر والعند بمفهومنا احنا كمجتمع مصري أصيل .. وفرق بين كرامة الحب ..

      الكرامة دايماً وعزة النفس .. عننا احنا ..

   عندما نقع في الحب ..ده اللي وقعوا بجد .. بنتجرد فعلياً من احساسنا بذاتنا وقيمتها .. ويصبح قلبنا ملك للآخر على طبق من فضة .. قلوبنا بتلين وبتتجرد من دفاعها وأسوارها .. وجنودنا اللي احنا حاطينها تدافع عنه بتنزل سلاحها في حضرة قلب آخر ..وفي الجواز بنتجرد حتى من ملابسنا أمام بعضنا البعض .. فازاي بيجيلك قلب تقول بعدها .. كرامتي ؟ عن أي كرامة تتحدث ..
    أنا لا أتصور أبدا ان الواحد عشان يحب يتحول لانسان عديم الكرامة ويعيش في ذل وإهانة ليل نهار .. " معنديش كرامة ؟ " كلمة وقعها تقيل قوي .. وعلاقة مش سوية بالمرة .. لكن واقعياً اللي بيحب بجد وعايز يحافظ على علاقته .. لازم يتعلم الرحمة.. اللي أهم مكوناتها إنكار الذات* واللين والرفق والتعاطف والانسانية ورفع الراية البيضاء لبعضنا البعض..

     لأن واقعياً كلنا بنحب نفسنا وكرامتنا غالية علينا قوي .. بس لو كل طرف دخل في العلاقة بيها وحطها أولوية .. محدش هيصالح .. محدش هيرفع التليفون ويبتدي الصلح محاولاً إنهاء الخلاف أيا كان مين اللي غلطان .. لأن كلنا وقت الخلاف بنكون غلطانين .. جميع الأطراف .. سواء بتصرف أو بكلمة أو رد فعل أو نظرة أو حتى نبرة صوت .. وكلنا لينا حق  ..بس الواقع انه محدش هيتعتع من مكانه عشان يراضي الطرف الآخر ويرفق بيه وينهي أي خلاف .. وهنا بالذات الكِبر بيدخل ويبرطع ويتحول خلاف أهبل عبيط إلى حرب قبلية و" كرامتي عندي بالدنيا " و"كرامتي ناقحة عليا " و " أنا أموت دفاعاً عن كرامتي" والحاجات الدرامية اللي بنقعد نرددها فحين ان الموضوع كله ممكن ينتهي بمكالمة تليفون واحدة , كل واحد مستنيها من التاني عشان يقوله حقك عليا .. أو حركة واحدة يطلع اللي قصادك مستعد ومستنيك عشان يتحرك قصادها عشر خطوات ..

     لو كان الحب عننا وعن نفسنا وكرامتنا وآمالنا وأحلامنا احنا بس .. يبقى أنت فعلاً محبتش بصدق .. لأن الحب والعلاقات دايما عننا احنا الاتنين .. والكرامة في الحب بتتحول لحاجة مشتركة .. يتنافس الطرفين فيها للدفاع عن كرامة الآخر واحترامها وإعلاء قيمتها ومكانتها والحفاظ عليها ..

    أما الكبرياء .. فلا يجتمع هو والرحمة في قلب واحد .. وأنك لو تعلمت الرحمة .. هتعفي حبيبك من أنه يقف في يوم قصادك يدافع عن كرامته .. وأنك يوم أحببت .. تحولت أنت بكرامتك وقلبك وعقلك , مقترن بكيان آخر ..كيان أكبر اسمه الحب .. حب أركانه الرحمة والصدق والعطاء.. كيان يستحق الدفاع عنه حتى آخر رمق.

  فلو لقيت فعلاً الإنسان أو الإنسانة اللي يستحقوا أنك تجرد قلبك عشانهم .. أعطي أولولية للرحمة واللين والتسامح عن الكرامة والكبرياء .. لأن الحياة وحدها صعبة .. ولأنكم لن تسعدوا حقاً إلا إذا استطعتم فعل ذلك  .  

   وإذا وجدت نفسك في معظم الأوقات بتبّدي كرامتك انت عن أي حاجة في العلاقة أو كانت كرامتك تقف عائقاً في معظم قرارتك ..  يبقى عيد حساباتك .. فربما كانت الوحدة أفضل لك .. وإذا لقيت نفسك بتدور على راحتك انت وسعادتك انت بس .. يبقى من فضلك خليك مع نفسك..

 *الذات : نفس الذات بتاعت كرامتي وحاجتي وكل ما يتعلق بي أنا وحدي فقط.

حتماَ سنكون بخير ..

       فهربت .. وجدتني بدلاً من أن أذهب إلى عملي .. أتوجه إلى محطة مصر .. أخذت أول قطار إلى الاسكندرية .. أول بحر وأكبر بحر عرفته .. و حجزت غرفة تطل على البحر ووضعت حقيبتي وفتحت الشرفة عن آخرها وجلست على السرير بجانبه أتنفس .. لم أحرك ساكنا ولم أغير ملابسي حتى .. ظللت أنظر إلى البحر كأنه صديقي الذي افترقت عنه كثيراً ..

        وأنت يا بحر حقاً صديقي , الذي يعرفني منذ طفولتي  .. كاتم أسراري الذي يعلم جيداً كيف ومتى ينصت .. وتدعني أبوح وأبوح بما يحويه قلبي وبما أثقل عاتقي من هموم و أفكار تزاحمت وتكدست بعقلي فلم يعد لها مكان إلا معك أنت ..تدعني أروي لك ما ضاق به صدري من أسرار لم تروى لأحد بعد .. تدعنى أتكلم وأحكي لك حتى ترهاتي سواء أكانت منطقية أم لم تكن .. وبعد إنصات شديد تأتيني أنت بإجاباتك .. في شكل موج كبير يأخذ كل أوجاعي ويرطمها ببعضها فتتلاشى وترجع مياهك هادئة وثابتة ومستقرة .. كأنك تطمئنني أن لا ألم باقٍ وأن جميع إحباطاتنا وعثراتنا ومخاوفنا واختياراتنا الخاطئة في الحياة تماماً كموجك .. تتجمع من أماكن متفرقة وبعيدة وتعلو وتكبر حتى تبلغ ذروة تتلاشى من بعدها إلى العدم .. باعثة في نفسي طمأنينة غريبة بأنّا سنكون بخير ..



ارجعي يا هيك الأيام ..

أترككم مع واحدة من أحب الكلمات إلى قلبي .. بصوت الرائع جورج خباز ..
قصيدة من مسرحية "مطلوب" , المسرحية من تأليف وإخراج جورج خباز نفسه .. 

" ارجعي يا هاك الايام
  ارجعي عخيل الاوهام

رديني انا طفل صغير عيونو بتلمع بالاحلام 
رديني انا طفل صغير بيتشيطن وما بينلام

ردي الدني بعيوني كبيرة صغيرة الدني هون 
رديني عأوضة صغيري حدودا كل الكون 

شلحيني بهاك الحي العب بزواريبو شوي
العب تيخلصو اللعب وتيتعب مني التعب

وطير وسابق الهوى ولما اوعى وعي الشمس
وعشية نسرب سوا واحكي مع القمر همس

ردي رفقاتي اللي راحوا كل واحد بيميل
ردي سهراتي اللي طالو تينعس الليل

رديني طيار كبير طير طيارة بالخيط
رديني عاشق امير باول بوسة ورا الحيط

رديني مش فاهم شي لكن عارف شو بني
رديلي صوتا لستي الكان ينسيني الدني 

شلحيني عهاك السرير تغمض عينيي ونام .. "



رقصتي وسط السحاب ..

بدأت الحفلة الموسيقية وكانت من عاداتي أن أتتبع نظرات الفرقة لبعضها البعض وإيماءاتهم وإشاراتهم وحركات أيدي المايسترو لأعرف من منهم نجم المقطوعة .. فهناك نجم لكل مقطوعة ..وهناك من أتى مشاركاً فقط .. وهناك من يعشق الموسيقى حقاً ويستمتع بها ..وهناك من يعزف جيدا وراء المايسترو ويفهمه ويعرف كيف يندمج مع بقية العازفين ومنهم من يحب العزف منفرداً ومنهم من كانت هذه أول حفلة له .. فتشعر بقلقه وتوتره الذي سرعان ما يختفي وسط صوت الآلات الأخرى وتصفيق الجمهور ..
    وكنت أستمتع بترجمة لغة العازفين .. أسعد إن فهمت بعضاً منها كأني وجدت حلاً لمعادلة كونية صعبة ..
     سكنت المقطوعة والفرقة لخمسة ثوان .. بدأ بها عازف الإيقاع وصلته  .. وكانت أية وصلة .. هنا كانت لحظة سطوع نجمه حقاً .. فظللت مشدوهة النظر إليه ومبتسمة وأصفق مع الجمهور .. حتى لاحظت أنه انتبه لي هو الآخر .. وابتسم لي هو الآخر .. وفجأة تحول عزفه كله لي .... كأني أجمل فتاة في الكون وكأن المقطوعة كاملة بايقاعها ونغماتها وسكتاتها , كتبت من أجلي أنا بل وعزفت من أجلي أنا ..
  كنت أنا وقلبي نرقص فرحا , وكانت قدماي ويداي لا يهدأن .. كيف يهدأن ؟!
  وكانت بسمتي لا تفارق شفتاي .. وعيناي تلمع بشدة .. كأني أحببت وكأنه عزف مقطوعته هذه , ليبوح لي بمشاعره وعن حبه الذي اكتشفت أني أبادله اياه ..
   تنتهي الحفلة الموسيقية وتنتهي معها قصة حب دامت تسعون دقيقة دارت بين عازف إيقاع وفتاة لم يتسني له رؤية شيئ من  وجهها- بسبب إضاءة المسرح - إلا بريق عينيها وابتسامتها اللذان لا يملك إخفاؤهما ظل .
   انتهت المقطوعة ولم ينتهي وقعها بعد ..رقصة وسط السحاب .. ظلت باقية تحيا وتعلو وتعلو لتأخذ مكانها بين النجوم .. 

خسرت حلماً جميلاً .. وما خسرت السبيلا ..

  I had so many plans .. so many dreams .. so many black and white drawings in my colouring book .. that I spent years outlining .. manifesting and painting.. and waited for you to bring to life ..

     I had a plan for us .. a picture of a beautiful house .. that smelled like freshly baked vanilla cookies and cinnamon rolls from the inside and surrounded by beds of tiger lilies from the outside .. we had a small garden .. where we planted so many flowers .. trees and even raspberries ourselves.. and watched them grow everyday ..

    We had two swings .. one was for me to ride with you at my back .. like you always do .. to catch me just in time .. and let me go .. you had a thing with timing ..and one .. was a sofa swing .. in which we sat .. and had our deepest conversations .. and silent endearments ..


   Oh and the kids .. they had the best of us .. they had your kind eyes .. and noble heart .. they had my hair and my mischief ..   we also had our own small garage built in our house .. in which we used to secretly sneak in late at night .. play our favourite movie on the garage wall and watch it from the front seats of our car , like our own cinema ..


      We had time for everything .. we had time to wake each other for fajr prayer .. and Quran recitals .. we had time for trying new recipes with you over my head in the kitchen .. eager to taste whatever it is that I'm cooking .. 


  We had all the time in the word .. we had times where I make you sit and listen to that new song I've been practising playing on my violin.. 

   We always danced .. cheek to cheek .. hand in hand.. and breath to breath .. to the songs of Ella Fitzgerald , Louis Armstrong and Sir Frank Sinatra ..  

   There were so many nights that we were tired .. exhausted and all worn out .. but still we had time to listen to each other .. lean on each other .. understand each other .. support each other .. cheer each other up and be cheerleaders for one another .. and be merciful to each other ..

      We travelled the world .. we walked through the streets of Rome .. threw coins at fountain Trevi .. and took a gondola in Venice .. and strolled in Florence .. all the way to Santorini .. ate chocolates in Vienna .. had amazing seafood in Prague .. hugged all cherry blossom trees in Japan .. snorkelled in the Maldives ..river rafted in Switzerland ..  and the list goes on forever ..

  We had every intent to make each other happy .. to fill our lives with love .. understanding .. respect and trust .. and we did defy the society's standards .. definitions , legacy and ideology of marriage .. by setting our own example ..


   We had so many wonderful things .. but the most important treasure and blessing of all we had .. was our hearts .. my heart squeezed into your chest .. right beside your heart .. so that you had two heartbeats .. two lifetime supplies .. two of everything .. that eventually .. as we grow old and grey became one ..    and that no matter how old we get .. and no matter 

what life throws our way .. you still look at me with your dreamy brown eyes ..and see right through me .. see the young foolish and beautiful girl that you once loved.. who has witnessed all of you ..with all of your flaws .. shortcomings before your good traits.. and loved you still ..    

     But I did not get the chance .. I never did .. I don't know if life was too big for us .. and we did bit more than we can chew .. I don't know if it's bad timing .. or it's that we were not right for each other or that if our sins were too many that we were being punished for them somehow.. or that we did not know any better .. or that our fears .. and demons outnumbered us or was it that it was all too much to handle.. I really haven't figured that out yet .

  What I do know is .. as poet Mahmoud Darwish perfectly describes it :خسرت حلماً جميلاً .. وما خسرت السبيلا ..