حتماَ سنكون بخير ..

       فهربت .. وجدتني بدلاً من أن أذهب إلى عملي .. أتوجه إلى محطة مصر .. أخذت أول قطار إلى الاسكندرية .. أول بحر وأكبر بحر عرفته .. و حجزت غرفة تطل على البحر ووضعت حقيبتي وفتحت الشرفة عن آخرها وجلست على السرير بجانبه أتنفس .. لم أحرك ساكنا ولم أغير ملابسي حتى .. ظللت أنظر إلى البحر كأنه صديقي الذي افترقت عنه كثيراً ..

        وأنت يا بحر حقاً صديقي , الذي يعرفني منذ طفولتي  .. كاتم أسراري الذي يعلم جيداً كيف ومتى ينصت .. وتدعني أبوح وأبوح بما يحويه قلبي وبما أثقل عاتقي من هموم و أفكار تزاحمت وتكدست بعقلي فلم يعد لها مكان إلا معك أنت ..تدعني أروي لك ما ضاق به صدري من أسرار لم تروى لأحد بعد .. تدعنى أتكلم وأحكي لك حتى ترهاتي سواء أكانت منطقية أم لم تكن .. وبعد إنصات شديد تأتيني أنت بإجاباتك .. في شكل موج كبير يأخذ كل أوجاعي ويرطمها ببعضها فتتلاشى وترجع مياهك هادئة وثابتة ومستقرة .. كأنك تطمئنني أن لا ألم باقٍ وأن جميع إحباطاتنا وعثراتنا ومخاوفنا واختياراتنا الخاطئة في الحياة تماماً كموجك .. تتجمع من أماكن متفرقة وبعيدة وتعلو وتكبر حتى تبلغ ذروة تتلاشى من بعدها إلى العدم .. باعثة في نفسي طمأنينة غريبة بأنّا سنكون بخير ..



3 comments:

Nada zakaria said...

لا ألم باقي

lomi said...

راح تنتهي ولابد راح تنتهي مش انتهت احزان من قبلها !!

Unknown said...

this one is really gooood