لأنّا معاً..


          بعد أن تأكد ظنها وتحسست ما بها من ألم ..  تسارعت ضربات قلبها واعتراها شعور مخيف ..شعرت وكأن شيئا ما يطبق على أنفاسها .. وأنها قد تموت في أية لحظة .. مهلا هل أنت خائفة من الموت فعلاً ؟ أم تخافي أن تموتين من دونه ولايمسك بيدك هذه التارة .. حسنا فلتهدأي .. تنفسي بهدوء .. تنفسي مجددا وأطيلي الشهيق والزفير .. ماذا يمكن أن نفعل .. هل نقول له ؟ هل لا نقول له .. وماذا ان قلت له ؟ أشفق عليه من الحزن والألم والرهبة التي سيحاول جاهدا إخفائها ليظهر لي شجاعته .. ماذا أفعل ؟ لا أستطيع التفكير .. فلنحاول أن نتنفس مجددا ونحافظ على رباطة جأشنا ..
   دخل عليها في تلك اللحظة .. وقد رأى نظرات الخوف والارتباك التي كانت تحاول اخفائها عنه ولكنها لم تنجح .. فهو يوم أن عرفها وهو يحفظ جميع نظراتها عن ظهر قلب فسألها هو ما بك ؟ أجابت .. لست على ما يرام .. وشرعت في شرح ما مرت به ولاحظته على جسدها .. فاختفى من الغرفة بضع دقائق .. هيئ لها لوهلة أنه يلتقط أنفاسه في غرفة أخرى ولكنه قطع تفكيرها قائلا لقد تحدثت مع صديقى الدكتور .. وسنذهب إليه غدا أول شيء في الصباح .. لا تقلقي ستكوني علي ما يرام وسنكتشف أن الأمر هين ..
      لم يغفل لأحد منهم جفن في تلك الليلة .. وانتظرا الصباح وأيقظاه .. وذهبا الي الطبيب قبل الميعاد بقليل ثم دخلا عليه ورحب بهما وبدأ بالكشف عليها ثم طلب بضعة تحاليل يمكن أن يقوموا بها في نفس اليوم ويعطوا النتائج للممرضة ثم طلب منهم أن يعاودوا زيارته بعدها بيومين .. فعادا.

  ودخلت عليهم الممرضة وفي يدها نتيجة التحاليل وأعطتها للطبيب .. فوجدت يده تلتف بيدها وتحتضنها بقوة .. فنظرت إليه نظرة ثابتة وابتسمت ابتسامة هادئة.. ففي لحظات كهذه .. يتوقف العالم عن الدوران .. ويتوقف الوجود ذاته عن الوجود .. وتغرق تفاصيل المكان والزمان والأشخاص ولاشئ يهم على الاطلاق .. لا شئ يهم لأنّا معاً.. 

0 comments: