عزيزي الغريب الكلي ..




لا أعرف ان كان خطابي الأول وصلك .. وظننت أني لا أبالي ولكن .. أتمني أن يصلك علي أية حال .. فيجدك بأحسن حال ..

   حدثوني يوماً أن هناك قطاراً للحياة وأنه ما يلبث أن يقف في محطة ما حتي يقوم ليذهب في طريقه للمحطة الأخري .. لا ينتظر أحدا ولا يهاود أحدا .. نصحوني بأن أصحو باكراً وأرتب باكراً وأن ألهث وأستميت كي لا يفوتني القطار .. وليس ذلك فحسب .. بل أنه يجب أن أحاول جاهدة أن أدرك الجلوس في الدرجة الأولي ..
   الحقيقة أنه حين أمعن النظر في حياتي  .. أري قطارات عدة ولا أري قطاري .. اجتهدت حقاً يا الغريب في البحث عنه ولكني لم أجده ..أو لم أعرفه ربما .. أو أنه ضل وقد أعجبه الأمر .. حتي خيل لي أنه ربما أكون أنا القطار .. أنا الوصلات والصلائب والخفائف ما وجدت .. أنا المقطورات وما تحمله من بشر .. منهم يحتل الدرجة الأولي .. ومنهم الثانية .. ومنهم من يدعني أقود وآخر يقودني ومنهم من يقف حائرا في المنتصف .. ومنهم من صعد آخر لحظة ليستقر في أحسن مكان .. وأن المحطات ما هي إلا نسخة من نفسي في عالم موازي أو قاطع ربما لعالم آخر أو بمعني أصح .. لقضبان قطارات أخري ..

  والعجيب في الأمر أن قطاري هذا لا يتماشي مع أهوائي  .. عجرفة منه ربما ..  فكم من مرة أردت أن أجري به .. أجري .. دون أن أقف لأنتظر أحداً .. أو لأن يصعد غرباء علي متنه .. أو لأن أختذل محطات وفقرات من حياتي.. وكم من مرات أخري .. وددت لو أن يتوقف .. في أكثر الأماكن استحالة أحيانا .. لأشتم زهرة هنالك في مكان قبيح أو أحيي زهرة أخري نبتت وسط الحطام .. أو أن أحتضن كلبا ضال .. أو أن اختطف قبلة من غريب آسر منتظر مثلي .. نعم قلت أقبل ... يجول في خاطري وعقلي أفكار منحرفة كثيرة .. أذكر أن قرأت يوما لشكسبير مقولة يقول فيها أن التنكر يعطينا حرية .. وأية حرية يا غريبي .. حرية منحرفة .. كفاني بث ذعرا إلي نفسك الطيبة ..

  أظن أحياناً أن الحياة عبثية أكثر مما ينبغي .. أكثر بكثير .. ولكن ليس اليلة ..


دمت أنت وقطارك علي وفاق ..                                                          ر.أ.ز


0 comments: